نبض القلوب المدير العام
عدد الرسائل : 101 العمر : 36 الموقع/المنتدى : منتديات نبض القلوب العمل/الوظيفة : حفظ القران المزاج/ذوقك : مبسوط من اين عرف منتدانا : انا صاحب المنتدى المهنة : الهواية : الاوسمة : تاريخ التسجيل : 24/07/2008
| موضوع: قصة ابكت الحجر الجمعة يوليو 25, 2008 9:11 am | |
| في ذاك المستشفى الذي تتحرك إليه خطواتي سريعة ً متثاقلة ترقد على سرير ٍ أبيض نظيف بهي ولكنه جدا ً مزعج لنفسي وراحة باليترقد صغيرتي ذو السبع سنوات صغيرتي ذات الشعر الأسود المنسدل كالحرير على كتفيهاالصغيرتين والعيون ذات اللون العسلي الصافي وتلك البشرة النضرة بياضا تخللها خدينحمراوين وأنف ٌ كالسيف في حده والإصبع في حجمه دخلت عليها حزينا ً أُظهِر لهاالفرحة في كل ما أملك من حواس إلا العينين فلما رأت محيا أبيها صرخت صغيرتي ذاتاللسان اللدغ : أبتي حبيبى : فانكببت أقبل تلك الوجنات والعينين واليدينكالعاشق الولهان على صغيرتي فأخذت بالضحك ، ضحك ٍ طفولي ينعش القلوب قائلة : أبتي متى تكف عن تقبيلي أبتي قلت : صغيرتي والله وددت أن أقضي بقيةعمري أقبلُ حبيبتي الصغيرة قالت : أبتي إني أخجلُ من تقبيلك لي وخاصة إنكان أحدٌ من ( الناث ) حولي فضحكت وكم كنت اضحك من تلك اللدغة في لسانهالما تضفي عليها من طفولة و برائة وجمال نظرت إليَّ صغيرتي قائلة أبتى صغيرتي ماذا ؟ أبتي تواترت لديَّ وفيَّ (أثــئلة) عندما غبت عنيفأحبُ أن أطرحها عليك : تفضلي صغيرتي فكلي لك أذانٌ صاغية أبتي......... صغيرتي....... متى الإنــثان يكون فيثــعادة ؟ قلت : عندما يكون قلبه خاليا ً من هم الدنيا ومشاغلها قالت : وكيف يكون ذلك ؟ قلت : لا يكونُ أبدا ً ، فالدنيا همها أكبرمن سعادتها قالت : وما الحل ُ يا أعز َّ حبيب ٍ لي ؟ ترقرقت الدموعفي عيني من قولها ، فقلت :الصبر على البلوى ، وسؤال ربنا المولى فقالت بكل لهفة وعفوية أبتي ، أبتي ، أبتي ماذا يا صغيرتي، ما الأمر يا حبيبة أبيك ومهجة فؤاده ؟ قالت :هل يبكي الرجال يا أبتاه ؟ استغربت سؤالها ، وصمت مني اللسان لحظات ، وكأن نفسي أوجست شيئا فقلت : صغيرتي ما دعاك لهذا السؤال ؟ قالت : لا شئ أبتي ، ولكنه ثــؤال ورد فيذهني فجأة وأريد الإجابة عليه إذا ثـمحت قلت : لكِ هذا يا صغيرتي ، نعميبكي الرجال أحيانا ً قالت : كبكاء النــثاء أبتاه ؟ قلت : لا ،فالنـــثاء أقصد النساء ........... ضحكت صغيرتي بقوة حتى كاد قلبي أن يقفخوفا ً عليها ، ضحكت صغيرتي على أبيها عندما أخطأ فأخذت تقول وهي تقهقه أبتي لقدأثــبحتَ مثلي ، تأكلُ حروف الكلام فضحكتمن قولها ، فبادرت تقول أكمل أبتي قلت : أها ، حاضر ، نعم يبكي الرجال ولكن ليس كالنساء فالنسوة فيطبعهن الحنوُ والحنان ، يثير قلبها الحاني أي موقف مؤثر وإن لم يكن هذا فيها أو فيأحد تعرفه قالت : إذن متى يبكي الرجال ؟ قلت : يا حبيبتي ، يبكيالرجال في مواقف شديدة وخاصة عندما يعجزون عن التصرف فيها أو لا تكون لديهم حيلة فيهذا الأمر أو ذاك قالت : متى أرى دمعة الرجل أبتاه ؟ قلت : ترينهايا صغيرتي في صرخة مقهور ، ونار الغيور ، وعند فقد العزيز ، وفي جبن ٍ لبعضالرجال عندما يكون للرصاص أزيز قالت : أبتي ، ما تـقـثد بالعزيز ؟ قلت : عندما يفقد الرجل أحب ما في الكون لفؤاده قالت :هل بكيتَ أمييا أبتاه ؟ (بنيتي يتيمه ، فقد فقدت أمها وهي في السنة الأولى من عمرها ولمأتزوج خوفا ً على بنيتي الصغيرة من الضيم والظلم لإمرأة الأب وسؤال تلك الصغيرةفاجأني وبعد صمت طويل وترنح فؤادي للذكريات وعيون صغيرتي ترقب ُ الإجابة مني ) قلت : نعم يا حبيبتي ، بكيتُ كالطفل الرضيع على ماما ، بكيتُ كثيرا حتىأحسست أني سأموت من الحزنْ قالت : أبتي قلت : قولي يا أعظم ما فيحياتي وأمنيتي قالت : أبتي ، أرجوك يا أبتي قلت : ما الأمر ياغاليتي قالت : أبتي ، إن فقدتني في يوم من الأيام فلا تبكي يا أبتي صدمت ، بل صعقت وبسرعة البرق حملتها من سريرها الى حضني صارخاً لما تقولينذلك بنيتي ؟ هل تشعرين بشئ ؟ هل يؤلمك أمرٌ ما ؟ قالت وابتسامة ترتسم علىوجهها المزخرف بجواهر الحب والحنان و البرائة كم أحبك يا أبتي عندما تهتم فينيبجنون وأخذت الابتسامة في الاتساع ورددت قائلة لا تخف يا أبي ، فو الله مافيني شئ غير حبٌ أملكه ويتملكني لك يا أبتاه قلت : إذن لما قلتي ما قلتي ؟ قالت : أبتي إني أثــمعُ ممن حولي من أعمام وأخوال وأثــحاب يقولون إن أبيكلذو هيبة ورجولة في شكله وفعله فأحببت أن يكون أبتي كما هو مهيبا ً كما تعودالــناث منه ذلك ، فلا تهتز ثــورته الرائعة عند الناث قلت : صغيرتي ، لقدوالله قتلتني بكلمتك وقد خفت كثيرا قالت : أبتي عدْني ألا تبكي يا أبتي صمت لحظات فقالت : أبتاه يا أبتاه عدني أرجوك ، قل لي أنك لن تبكي إنفقدتني أرجوك قلها فقلت : لا عليك سأفعل ما تحبين صغيرتي قالت : عدني أبتي قلت : إن شاء الله حبيبتي قالت : أبتاه عدْني أبتاه قلت : أعدك يا بنيتي ولكن لا تعودي لهذا الكلام مرة أخرى قالت : أعدك ألا أتكلم مرة ً أخرى إلا شيئا ً أريد قوله فهل تـثمح لمن دللتها و دلعتها أنتقوله قلت :قولي ما تشائين قالت : أبتي ، إني أرى أمي أمامي ،تنادي قائلة ( تعالي يا صغيرتي ) أبتي ، ما أجمل أمي وما أحلاها ،أبتي أمي تدعوني يا أبتي ، أبتي أريد ماما ...... أبتي أريد ماما ، تلك ماما ،ماما ، ماااااااااااااماااااااا صرخت : لا ، لا ، لن أتركك تذهبين ، لا ياصغيرتي ، لا تتركي أبيك ، لا بنيتي لا....لا يا حبيبتي لا ، أرجوك ، يا رب يا اللهبنيتي ، يا رب ليس لي غيرها يا رب أرجوك يا حبيبي قالت : أبتي وعدتني ألاتبكي أبتاااااااااااه كم أحبك يا أبي ، أبتااااااااااه كم أحبك يا أبي صمتتبنيتي عن الحديث فجأة ، ولكنها مبتسمة فهززتها أصرخ.................. صغيرتي ، صغيرتي ، أرجوك يا صغيرتي آآآآآآآآآآه ، يا ويلي ، ماتتبنيتي ، ماتت صغيرتي ، ماتت حبيبتي...... ماتت اليتيمة ماتت اليتيمةويتمتنى آآآآآآآآآه... أعلم من مرضك الخبيث أنك سوف تموتين ولكن ليس الآن آآآآآه ٍيا صغيرتي فانهمرت الدموع من عيني وأنا وعيني نتسابق على إنهمارها ومسحهالأني وعدت ُ صغيرتي فوقعت دمعة على خدها الأبيض الشفاف البرئ فمسحتُ الدمعةوقلت ُ لبنيتي الصغيرة سامحيني صغيرتي ، لا أستطيع وقفَ دموعي ، سامحيني حبيبتيفأخذت تلك الجوهرة الثمينة الى حضني ودموعي تنهمر بغزارة ولكن بلا صوت أقول في نفسي : ( هنا يبكي الرجال ) هنا يا صغيرتي هنا يا حبيبتي يبكيالرجال العتاة..القاسية قلوبهم أشباه الجبال هنا يبكي الرجال وداعا ً يا صغيرتي ، وداعا ً يا صغيرتي وداعا ً الى الأبد وداعا ًيا صغيرة َ أبيها وداعا ً يا مهجة حانيها وداعا ً يا ثمرة ْ لمأجنيها وداعا ً وداعا ً يا برائة الطفولة وداعا ً يا سؤاليوحلوله وداعا ً يا نسبي وأصوله وداعا سأفتقد تلك البسمات والجدائل الصغيرة الناعمات وحروفٌ تحولت لثائات وداعا ً وداعا ً وداعُ مودع يودع وداعا ً يامن للموت تجرع وداعا ًصرخة فيها أُسمِع وداعاً وداعا ً يا أجمل يتيمه يا أغنىوأغلى قيمه يا نظر العين و ديمه وداعا ً............. | |
|